الثلاثاء، 25 ديسمبر 2012

مشاعر ثائر في الذكرى الاولى لمسيرة اليمن نحو حياة كريمة



بقلم / محمود عبد الله شرف الدين
shadeen49@gmail.com
تحل هذه الأيام الذكرى الأولى لمسيرة اليمن نحو حياة كريمة،التي عبرت عنها مسيرة راجلة لثوار أبطال وثائرات عظيمات من تعز حيث اندلاع شرارة الثورة الشبابية السلمية إلى صنعاء التاريخ.
في 24ديسمبر من عام الثورة الأول 2011م  وصل هؤلاء الشباب معبرين عن إصرار وعزم ثوري  في تحقيق أهداف ثورتهم ،معززين روابط التلاحم الأخوي والوحدوي والثوري بين أبناء اليمن في تعز وبقية المحافظات بما فيها صنعاء وبالتالي فقد بعثوا برسالة فحواها أن لا مجال للتفرقة الطائفية والمناطقية.
عانوا ولاقوا في طريقهم تعرضوا للإيذاء بالرصاص وبالحجارة والبرد والحرارة والعناء لكن في نهاية المطاف خرجت إلى استقبالهم صنعاء عن بكرة أبيها واهتزت أصنام النظام المتهاوي وزلزلت أقدامهم حيث شهدت صنعاء اكبر مسيرة في تاريخها القديم والمعاصر لقد فقد النظام الأسري المستبد حينها سيطرته على جنوب العاصمة صنعاء فلجأ بهستيرية لإطلاق الرصاص على صدور عارية عند ولوجها عتبات صنعاء ليقتل عدد من الشباب السلمي الحر والثائر .
لقد زادت هذه الجريمة من عنفوان الحشود الذين امتلأ بهم شارع تعز من مدخل صنعاء وحتى باب اليمن ،منددين بالقتلة والمجرمين وبالتحريض والدعم السافر الواضح والصلف من السفير الأمريكي (فايرستاين عفاش )الذي أصر أن يكون شريكا للمخلوع في جريمته ، بإعلانه زوراً وبهتاناً أن مسيرة الحياة ليست سلمية ،قبل وصولها ليعطي الضؤ الأخضر الذي زاد من سعار ودموية عصابة العائلة وكلابها الذين أوغلوا في إعمال القتل بحق هؤلاء الشباب ، الذين سجلوا فعلاً ثورياً حضارياً يشهد له التاريخ.
يوم عظيم شهدته صنعاء وهي تستقبل مناضلين ذو أقدام متشققة ، يا لروعة ذلك اليوم الذي تهاوت فيه أفئدة الناس في صنعاء إلى مداخل ها لاستقبال هؤلاء الأبطال ومعهم رائدات ثائرات رفعن بثورتهن رؤوسنا أمام العالم ، فاستقبلهم أبناء صنعاء بالدموع والدماء وبفرحة عبرت عنها الدموع ،فكأننا في يثرب نستقبل المهاجرين ، لقد بكينا فرحاً ونحن نستقبل مسيرة أعادت الحياة لوطن جثم الفساد والظلم والتخلف والمرض على صدره 33 عاماً،بكينا ثورية ونقمة على القتلة والمجرمين ، الذين اعترضوا حياة اليمنيين وكرامتهم في دار سلم وشارع تعز والزبيري ،وسفكوا دماء أبطالنا ، بكينا لعنة على من اظلم شوارع صنعاء لكي لا يشهد العالم مدى احتفاء صنعاء بتعز وبعدن واب و أبين وذمار ، واحتفلوا بمتعة كبيرة لم يفسدها قطع التيار الكهربائي عن كل شارع تمر به مسيرة النور والحياة فقد أشعل الشباب أصابعهم وأشعل أنصار الثورة سماء عاصمتهم فرحاً بهذا الحدث العظيم.
كلمة حق لابد أن أقولها للجنة التنظيمية التي بكل أسف نغصت فرحتنا وأربكت فعاليتنا في ذلك اليوم بتخبطها في تحديد مكان الاستقبال الشعبي لمسيرة الثورة وحياتها فمن الستين إلى شارع القاهرة إلى ساحة التغيير دون ترتيب احتفالي يليق بالمسيرة ،الأمر الذي شتت الناس و دفع معظمهم إلى السير باتجاه المسيرة، لقد كان أمر غير مقبول من اللجنة التنظيمية يجهل الجميع دواعيه ودوافعه ، وعلى الرغم من ذلك فقد استقبلنا الأبطال على امتداد سيرها في شوارع صنعاء حتى ساحة التغيير.
لكم يا فرسان وفارسات مسيرة الحياة كل إجلال وتقدير من كل أبناء اليمن ،ولكم يا شهداء مسيرة الحياة المجد والخلود ، ولكم أيها القتلة المجرمون لعنات الشعب والتاريخ.
آه كم من مشاعر جمة تختلج في صدري بهذا اليوم الأغر ،ولا اعتقد أني استطعت البوح بها كما هي عليه من نشوة نصر واعتزاز ثائر بإخوته وأخواته ،مشاعر تعبر عنها دموع فرح بأكبر حشد في تاريخ اليمن لأطول مسيرة في تاريخها أيضا،عبر عنها اليمن عن عزمه تحقيق أهداف ثورة أبنائه وبناته،والثأر لدماء الشهداء ،دون انتقاص من هدف،ودون استثناء حصانة أعطاها من لا يملك لمجرم قاتل لا يستحق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق