تحل هذه الأيام الذكرى الأولى لمسيرة اليمن نحو حياة كريمة،التي عبرت عنها مسيرة راجلة لثوار أبطال وثائرات عظيمات من تعز، حيث اندلاع شرارة الثورة الشبابية السلمية، إلى صنعاء التاريخ.
في 24ديسمبر من عام الثورة الأول 2011م وصل هؤلاء الشباب معبرين عن إصرار وعزم ثوري في تحقيق أهداف ثورتهم ،معززين روابط التلاحم الأخوي والوحدوي والثوري بين أبناء اليمن في تعز وبقية المحافظات بما فيها صنعاء وبالتالي فقد بعثوا برسالة فحواها أن لا مجال للتفرقة الطائفية والمناطقية.
عانوا في طريقهم وتعرضوا للإيذاء بالرصاص وبالحجارة والبرد والحرارة والعناء لكن في نهاية المطاف خرجت إلى استقبالهم صنعاء عن بكرة أبيها واهتزت أصنام النظام المتهاوي وزلزلت أقدامهم حيث شهدت صنعاء أكبر مسيرة في تاريخها القديم والمعاصر لقد فقد النظام الأسري المستبد حينها سيطرته على جنوب العاصمة صنعاء فلجأ بهستيرية لإطلاق الرصاص على صدور عارية عند ولوجها عتبات صنعاء ليقتل عدداً من الشباب السلمي الحر والثائر.
لقد زادت هذه الجريمة من عنفوان الحشود الذين امتلأ بهم شارع تعز من مدخل صنعاء وحتى باب اليمن ،منددين بالقتلة والمجرمين وبالتحريض والدعم السافر الواضح والصلف من السفير الأمريكي (فايرستاين)الذي أصر أن يكون شريكاً للرئيس السابق في جريمته ، بإعلانه زوراً وبهتاناً أن مسيرة الحياة ليست سلمية ،قبل وصولها ليعطي الضوء الأخضر الذي زاد من سعار ودموية عصابة العائلة الذين أوغلوا في إعمال القتل بحق هؤلاء الشباب ، الذين سجلوا فعلاً ثورياً حضارياً يشهد له التاريخ.
يوم عظيم شهدته صنعاء وهي تستقبل مناضلين ذوي أقدام متشققة، يا لروعة ذلك اليوم الذي تهاوت فيه أفئدة الناس في صنعاء إلى مداخلها لاستقبال هؤلاء الأبطال ومعهم رائدات ثائرات رفعن بثورتهن رؤوسنا أمام العالم!! فاستقبلهم أبناء صنعاء بالدموع والدماء وبفرحة عبرت عنها الدموع ،فكأننا في يثرب نستقبل المهاجرين ، لقد بكينا فرحاً ونحن نستقبل مسيرة أعادت الحياة لوطن جثم الفساد والظلم والتخلف والمرض على صدره 33 عاماً،بكينا ثورية ونقمة على القتلة والمجرمين ، الذين اعترضوا حياة اليمنيين وكرامتهم في دار سلم وشارع تعز والزبيري ،وسفكوا دماء أبطالنا ، بكينا لعنة على من أظلم شوارع صنعاء لكي لا يشهد العالم مدى احتفاء صنعاء بتعز وبعدن وإب و أبين وذمار، واحتفلوا بمتعة كبيرة لم يفسدها قطع التيار الكهربائي عن كل شارع تمر به مسيرة النور والحياة فقد أشعل الشباب أصابعهم وأشعل أنصار الثورة سماء عاصمتهم فرحاً بهذا الحدث العظيم.
كلمة حق لابد أن أقولها للجنة التنظيمية التي بكل أسف نغصت فرحتنا وأربكت فعاليتنا في ذلك اليوم بتخبطها في تحديد مكان الاستقبال الشعبي لمسيرة الثورة وحياتها، فمن الستين إلى شارع القاهرة إلى ساحة التغيير دون ترتيب احتفالي يليق بالمسيرة ،الأمر الذي شتت الناس ودفع معظمهم إلى السير باتجاه المسيرة، لقد كان أمراً غير مقبول من اللجنة التنظيمية يجهل الجميع دواعيه ودوافعه ، وعلى الرغم من ذلك فقد استقبلنا الأبطال على امتداد سيرها في شوارع صنعاء حتى ساحة التغيير.
لكم يا فرسان وفارسات مسيرة الحياة كل إجلال وتقدير من كل أبناء اليمن ،ولكم يا شهداء مسيرة الحياة المجد والخلود ، ولكم أيها القتلة المجرمون لعنات الشعب والتاريخ.
آه كم من مشاعر جمة تختلج في صدري بهذا اليوم الأغر ،ولا اعتقد أني استطعت البوح بها كما هي عليه من نشوة نصر واعتزاز ثائر بإخوته وأخواته ،مشاعر تعبر عنها دموع فرح بأكبر حشد في تاريخ اليمن لأطول مسيرة في تاريخها أيضا،عبر عنها اليمن عن عزمه تحقيق أهداف ثورة أبنائه وبناته،والثأر لدماء الشهداء ،دون انتقاص من هدف،ودون استثناء حصانة أعطاها من لا يملك لمجرم لا يستحق.
في
الأربعاء 26 ديسمبر-كانون الأول 2012 12:02:53 ص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق