اغتيال حُلم
إلى روح الخالد ابراهيم الحمدي.. واُسرةٍ مفجوعة
خرجَتْ عن صمتها بعدما حُرمت من البكاء
عقوداً
وأدوك
غـدراً أيها المغـوارُ؟؟ ** فعليك تبكي الشمسُ والأقمـارُ
تَبَّتْ
أيادي الغدرِ، كيف تجرّأتْ ** وتمرّغَتْ في الوحل؟ تَبَّ العارُ
يا
ليتهم تركوك! حَسُبك زاهـداً ** ما أنت
(حَـجّـاجٌ) ولا كَـفـّـارُ
يا
ليتـهم قتـلوا الظـلامَ وليتهـم ** ضد
التعاسـةِ والتخلـفِ ثـاروا
وإذا
غشى الأقوامَ ثـأرُ جهـالةٍ ** عَمِيَتْ بصائرُهم،
فهم "أثـوارُ"
قتلوك؟
بل فقأوا العيونَ، لعلها ** تنسى بصيصَ
ضيائِها الأبصارُ
لم
يقصدوك بجُـرمهم يا سيـدي ** فإزاءَ
نُبـلِك تستحي الأنظـارُ
لم
يقصدوك لِذاتِ شخصِك،حسبُهم** أن المَنافي للخلاص خَيـارُ
لكنما
قصدوا اغتيـالَ الحُلـم في ** عينيك حين أضاء فيك نهارُ
قتلوا
الرؤى، وبريق ضوءٍ قادمٍ ** واغتيلَ فيك العِـزُّ والإكبـارُ
لم
يقتلوك، وإنما سـرقوا النَـدى ** من
قـُبلةِ الصبحِِ الوليد وطاروا
سرقوا
النقاءَ وخضرةَ الروح التي**رفعتك في عرش القلوب فغاروا
* *
* *
تبـّاً
لنا.. أوَ كلمـا ابتسمَـتْ لنا ** أيامُـنا
، تَستكـثرُ الأقــدارُ
أوَ
كلما رَفــّتْ حمـائـمُ سِلمِـنا ** تتجـدد الغـِربانُ والأقـذارُ؟
عفـواً
أبا الفقـراء، ليس تشاؤماً ** تلك الحقيقةُ، مالها إنكـارُ
ها
أنت كنتَ البسمةَ الأحلـى على ** مر الدهور،
فجَـزّها البَتـّارُ
ها
أنت كنت هـدية ً، يا نِعْـمَ ما ** أهدت
لنا الأزمانُ والأعصارُ
وربيـعَ
رحلتـنا الذي فرحت به ** جـدباءُ ما لغيـومها إمطـارُ
لكنـه
ما مـرّ حتى استكـثرت ** أفـراحَنا الأوجاعُ والأكـدارُ
فكأنه
أضغـاثُ حُلـمٍ خاطـفٍ ** طيف
الخيـال، فمالهُ تكـرارُ
* *
* *
يا
حلمَنا المـوؤود ليتـك لم تكن ** لا
نستحـقـك.. إننا أشـرارُ
أو
ليـت أنـّا لم نُفِـق من حُلمِنا **
وأطلتَ حتى تنضجَ الأثمـارُ
يا
أجملَ الحسناتِ والقسََماتِ في ** سِيمائِنا
الشوهاء، كيف نغارُ
لمن
السيادةُ في أعزِِّ عصورِها؟ ** والكبرياءُ، ودولةٌ، وقـرارُ؟
وكرامةٌ،
وشموخُ مُغترِبٍ زَهـا ** لَمْ ترتهنْ، أو
غَـرَّكَ الدولارُ
لمن
النزاهـةُ؟؟ لم تورّثْ درهماً ** وبساطةُ
الزُهّاد، والإيثـارُ؟
لِمَنْ
العـدالةُ، ظِلـُّها وبِساطُها ** عَـمّ البلادَ.. فغيثـهُا مِـدرارُ
كلُ
الفئاتِ بها سواسيـةٌ.. لِذا ** كالمشط
صار صغارُهم وكبارُ
لم
تحتملْ ترفَ القصور فعِشتَ في** كَنـَفِ القلوب تَحُفّكَ الأنوارُ
وتمـرُّ
في وسط الرعيـةِ آمِنـاً ** لا
موكبٌ أعمى ولا استنفارُ
حتى
غـدوتَ لعصـرنا أُمثـولةً ** للعـدل، نحوك بالبنان يُشـارُ
مَن رامَ في الحُكم الرشيدِ نموذجاً ** فمواصفـاتك للورى معيارُ
وعدلتَ،
نِمتَ، أمِنتَ، لكن لم ينم ** لؤمُ الخوارج! خنجرٌ غـدّارُ
يمّمتَ
صوب الشرق فارتجف المدى** وتكالبت أممٌُ عليك، وجارُ
لم
يمهلوك فباغتـوك وسارعـوا ** قبل الجَنىَ كي لا تطيب ثمارُ
واستعجلوك
بدفنهم، بل حـرّمـوا ** حتى البكاء!! كأنهم أحجـارُ
ما
ضرَّهم لو أَفرَغَـتْ زفـراتـُنا ** أحزانَها؟ أيضيرُنا استعبارُ؟
ما
ضرَّهم لو كرّمـوك وكفـّروا ** أوزارَهم؟
أيُخِيفهُم تذكـارُ؟
لغبائهم
في طمس حبك أمعنوا ** حتى يزول
الذِكرُ والآثـارُ
هم
في الثرى لم يدفنوك وإنما ** بين الضلوع، وما درى الحَفـّارُ
ولذا
نَمَـوْتَ، نضجـتَ حباً خالداً ** لا ينمحي.. وجميعُهم أطمارُ
* *
* *
يا
ضوعـةََ المسكِ التي لا تنتهي ** يا غُنـوةً
لم تنسـَها الأطيارُ
تبقى..
لأنك وخـزة الجُـرح التي ** تغتـالنا، فيهـدُّنا الإضمارُ
تبقى..
لأنك طعنـةُ العار التي ** عَـرّتْ تفاهَتنا فنحن صغارُ
تبقى..
لأنك سِـيرةٌ تبـدو لنا ** كخرافةٍ،
فيها العقولُ تحارُ
ولذا
بقيت مدى الزمان حكايةً ** تروى،
لأن زمانك الإبهارُ
يا
خاتمَ الخلفاء مثلُك لم يَمُتْ ** بل مات من رهنوا البلاد وخاروا
عذراً
إذا خرسَ الضميرُ ولم يَبُـحْ ** وتكلـمَ الطبـّالُ والزمّـارُ
عذراً
إذا صمتَ الهوى وتأخرتْ ** صرخاتنا أو عَزّتِْ الأشعارُ
يكفيك
أنك لم تمُـت في جيلِـنا ** والجاحـدون زمانُهـم دوّارُ
ماذا؟
أتحسبُ أن ماضيَك انتهى؟ ** لا ينتهي العظماءُ والأبرارُ
حفظتك
أجيالٌ، وأنصفك الألُىَ ** لم يعرفوك، فزال
عنك غُبارُ
مأساةُ
مثلك لا تموت تقـادُماً ** إن السمـاءَ تضج حين تُثارُ
أفلا
ترى دمَكَ البريءَ وكيف قد ** جَـرَّ
الدماءَ.. فسيلُها جَـرّارُ
أوَ
ما أصاب القومَ بعدك لعنةٌ؟ٌ**حَمِيَ الوطيسُ وهاجت الأخطارُ
دوامةُ
الدمِ جلجلت، فطريقهم ** لغـمٌ ، وكرسيُّ القيادةِ نـارُ
هي
لعنةُ الإثم الذي اقترفوه في ** حق النقـاء..
وربُك الجبـارُ
* *
* *
نشوانُ
يا نشوانُ، مالك صامتٌ؟** وبمقلتيك من الزمان مرارُ
يكفيك
أنك في البلاد مخلدٌ ** صَدأَ الزمان،
وأنت بعدُ نُضارُ
أوَ
ما ترانا كلما اغبرَّ المدى ** نهفـو إليك؟ فكلنا استذكارُ
في
الليلةِ الظلماءِ يُفتقَدُ الهُدى ** ولذا بذكرك يلهجُ المُحتارُ
نشـوانُ!
أحزانُ السعيدةِ مُـرّةٌ ** حسرى عليك ودمعها
مَطـّارُ
حَنـّتْ
إليكَ مُروجُها وسُهوبُها ** واشتاقَك (التطويرُ) والأشجارُ
إرجع وشُـقّ جبالهَا وصخورَها ** رَوِّضْ وُعورتها،
فدتك دِيارُ
إضربْ عصاك البحرَ ينفلقِ المدى* طـُرُقاً
وتزهر أَبْطُـُحٌ وقِفارُ
اقطع أيادي المفسدين، تكُفُّ عن ** عبثِ الفساد،
وتنتهي الأقذارُ
تبكيك وحدتُها!! فأنت أساسُـها ** سَلْ (سالِمين) كلاكمـا البَـدّارُ
نشـوانُ
أيامُ السعيـدةِ صعبةٌ ** طال الصراعُ
بنا، وفات قطـارُ
رَقـَتِْ
الشعوبُ ونحن نلهث وحدنا*خلف السراب وشاخت الأعمارُ
نحتـاج
مثلك في زمـانٍ تافـهٍ ** لا
حُبَّ فيه ولا المسارُ مسارُ
تحتاج
مثلـَك دولـة ٌ مدنيـةٌ ** تنهي الصراعَ ، ويبدأ الإعمارُ
فجَزاك
عن شعب السعيدة جنةً** في الخلد تجري تحتك الأنهارُ
توفيق الحرازي- صنعاء
اكتوبر2012م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق