الثلاثاء، 11 ديسمبر 2012

(اغتيال حلم ) كلمات من ذهب قالها الزميل الصحفي والاديب الشاعر توفيق الحرازي في الرئيس الشهيد الخالد ابراهيم الحمدي


اغتيال حُلم
إلى روح الخالد ابراهيم الحمدي.. واُسرةٍ مفجوعة
خرجَتْ عن صمتها بعدما حُرمت من البكاء عقوداً
وأدوك غـدراً أيها المغـوارُ؟؟   **  فعليك تبكي الشمسُ والأقمـارُ
تَبَّتْ أيادي الغدرِ، كيف تجرّأتْ ** وتمرّغَتْ في الوحل؟ تَبَّ العارُ
قتلوك؟ لا.. حاشى لمثلِكَ حالِماً  ** أن لا يعيشَ.. أتُدفَنُ الأزهـارُ؟
يا ليتهم تركوك! حَسُبك زاهـداً   ** ما أنت (حَـجّـاجٌ) ولا كَـفـّـارُ
يا ليتـهم قتـلوا الظـلامَ وليتهـم    ** ضد التعاسـةِ والتخلـفِ ثـاروا
وإذا غشى الأقوامَ ثـأرُ جهـالةٍ  ** عَمِيَتْ بصائرُهم، فهم "أثـوارُ"
قتلوك؟ بل فقأوا العيونَ، لعلها  ** تنسى بصيصَ ضيائِها الأبصارُ
لم يقصدوك بجُـرمهم يا سيـدي  **   فإزاءَ نُبـلِك تستحي الأنظـارُ
لم يقصدوك لِذاتِ شخصِك،حسبُهم**   أن المَنافي للخلاص خَيـارُ
لكنما قصدوا اغتيـالَ الحُلـم في    **  عينيك حين أضاء فيك نهارُ
قتلوا الرؤى، وبريق ضوءٍ قادمٍ   **   واغتيلَ فيك العِـزُّ والإكبـارُ
لم يقتلوك، وإنما سـرقوا النَـدى   ** من قـُبلةِ الصبحِِ الوليد وطاروا 
سرقوا النقاءَ وخضرةَ الروح التي**رفعتك في عرش القلوب فغاروا
*  *  *  *
تبـّاً لنا.. أوَ كلمـا ابتسمَـتْ لنا  **       أيامُـنا ، تَستكـثرُ الأقــدارُ
أوَ كلما رَفــّتْ حمـائـمُ سِلمِـنا     **   تتجـدد الغـِربانُ والأقـذارُ؟
عفـواً أبا الفقـراء، ليس تشاؤماً   **   تلك الحقيقةُ، مالها إنكـارُ
ها أنت كنتَ البسمةَ الأحلـى على **  مر الدهور، فجَـزّها البَتـّارُ
ها أنت كنت هـدية ً، يا نِعْـمَ ما   ** أهدت لنا الأزمانُ والأعصارُ
وربيـعَ رحلتـنا الذي فرحت به   **    جـدباءُ ما لغيـومها إمطـارُ
لكنـه ما مـرّ حتى استكـثرت     **   أفـراحَنا الأوجاعُ والأكـدارُ
فكأنه أضغـاثُ حُلـمٍ خاطـفٍ     **    طيف الخيـال، فمالهُ تكـرارُ
*  *  *  *
يا حلمَنا المـوؤود ليتـك لم تكن     ** لا نستحـقـك.. إننا أشـرارُ
أو ليـت أنـّا لم نُفِـق من حُلمِنا   ** وأطلتَ حتى تنضجَ الأثمـارُ
يا أجملَ الحسناتِ والقسََماتِ في **  سِيمائِنا الشوهاء، كيف نغارُ
لمن السيادةُ في أعزِِّ عصورِها؟ ** والكبرياءُ، ودولةٌ، وقـرارُ؟
وكرامةٌ، وشموخُ مُغترِبٍ زَهـا  ** لَمْ ترتهنْ، أو غَـرَّكَ الدولارُ
لمن النزاهـةُ؟؟ لم تورّثْ درهماً  ** وبساطةُ الزُهّاد، والإيثـارُ؟
لِمَنْ العـدالةُ، ظِلـُّها وبِساطُها    **   عَـمّ البلادَ.. فغيثـهُا مِـدرارُ
كلُ الفئاتِ بها سواسيـةٌ.. لِذا  ** كالمشط صار صغارُهم وكبارُ
لم تحتملْ ترفَ القصور فعِشتَ في** كَنـَفِ القلوب تَحُفّكَ الأنوارُ
وتمـرُّ في وسط الرعيـةِ آمِنـاً   **   لا موكبٌ أعمى ولا استنفارُ
حتى غـدوتَ لعصـرنا أُمثـولةً  **   للعـدل، نحوك بالبنان يُشـارُ
مَن رامَ في الحُكم الرشيدِ نموذجاً **  فمواصفـاتك للورى معيارُ
وعدلتَ، نِمتَ، أمِنتَ، لكن لم ينم  **  لؤمُ الخوارج! خنجرٌ غـدّارُ
يمّمتَ صوب الشرق فارتجف المدى** وتكالبت أممٌُ عليك، وجارُ
لم يمهلوك فباغتـوك وسارعـوا  **  قبل الجَنىَ كي لا تطيب ثمارُ
واستعجلوك بدفنهم، بل حـرّمـوا **   حتى البكاء!! كأنهم أحجـارُ
ما ضرَّهم لو أَفرَغَـتْ زفـراتـُنا  **  أحزانَها؟ أيضيرُنا استعبارُ؟
ما ضرَّهم لو كرّمـوك وكفـّروا  **    أوزارَهم؟ أيُخِيفهُم تذكـارُ؟
لغبائهم في طمس حبك أمعنوا **      حتى يزول الذِكرُ والآثـارُ
هم في الثرى لم يدفنوك وإنما ** بين الضلوع، وما درى الحَفـّارُ
ولذا نَمَـوْتَ، نضجـتَ حباً خالداً ** لا ينمحي.. وجميعُهم أطمارُ
*  *  *  *
يا ضوعـةََ المسكِ التي لا تنتهي **  يا غُنـوةً لم تنسـَها الأطيارُ
تبقى.. لأنك وخـزة الجُـرح التي  **  تغتـالنا، فيهـدُّنا الإضمارُ
تبقى.. لأنك طعنـةُ العار التي    **  عَـرّتْ تفاهَتنا فنحن صغارُ
تبقى.. لأنك سِـيرةٌ تبـدو لنا       **   كخرافةٍ، فيها العقولُ تحارُ
ولذا بقيت مدى الزمان حكايةً  **     تروى، لأن زمانك الإبهارُ
يا خاتمَ الخلفاء مثلُك لم يَمُتْ ** بل مات من رهنوا البلاد وخاروا
عذراً إذا خرسَ الضميرُ ولم يَبُـحْ  **    وتكلـمَ الطبـّالُ والزمّـارُ
عذراً إذا صمتَ الهوى وتأخرتْ ** صرخاتنا أو عَزّتِْ الأشعارُ
يكفيك أنك لم تمُـت في جيلِـنا     **   والجاحـدون زمانُهـم دوّارُ
ماذا؟ أتحسبُ أن ماضيَك انتهى؟ ** لا ينتهي العظماءُ والأبرارُ
حفظتك أجيالٌ، وأنصفك الألُىَ **  لم يعرفوك، فزال عنك غُبارُ
مأساةُ مثلك لا تموت تقـادُماً      **   إن السمـاءَ تضج حين تُثارُ
أفلا ترى دمَكَ البريءَ وكيف قد **  جَـرَّ الدماءَ.. فسيلُها جَـرّارُ
أوَ ما أصاب القومَ بعدك لعنةٌ؟ٌ**حَمِيَ الوطيسُ وهاجت الأخطارُ
دوامةُ الدمِ جلجلت، فطريقهم   **     لغـمٌ ، وكرسيُّ القيادةِ نـارُ
هي لعنةُ الإثم الذي اقترفوه في **    حق النقـاء.. وربُك الجبـارُ
*  *  *  *
نشوانُ يا نشوانُ، مالك صامتٌ؟** وبمقلتيك من الزمان مرارُ
يكفيك أنك في البلاد مخلدٌ   ** صَدأَ الزمان، وأنت بعدُ نُضارُ
أوَ ما ترانا كلما اغبرَّ المدى   **    نهفـو إليك؟ فكلنا استذكارُ
في الليلةِ الظلماءِ يُفتقَدُ الهُدى  **    ولذا بذكرك يلهجُ المُحتارُ
نشـوانُ! أحزانُ السعيدةِ مُـرّةٌ  ** حسرى عليك ودمعها مَطـّارُ
حَنـّتْ إليكَ مُروجُها وسُهوبُها ** واشتاقَك (التطويرُ) والأشجارُ
إرجع وشُـقّ جبالهَا وصخورَها ** رَوِّضْ وُعورتها، فدتك دِيارُ
إضربْ عصاك البحرَ ينفلقِ المدى* طـُرُقاً وتزهر أَبْطُـُحٌ وقِفارُ
اقطع أيادي المفسدين، تكُفُّ عن ** عبثِ الفساد، وتنتهي الأقذارُ
تبكيك وحدتُها!! فأنت أساسُـها   ** سَلْ (سالِمين) كلاكمـا البَـدّارُ
نشـوانُ أيامُ السعيـدةِ صعبةٌ     ** طال الصراعُ بنا، وفات قطـارُ
رَقـَتِْ الشعوبُ ونحن نلهث وحدنا*خلف السراب وشاخت الأعمارُ
نحتـاج مثلك في زمـانٍ تافـهٍ     **   لا حُبَّ فيه ولا المسارُ مسارُ
تحتاج مثلـَك دولـة ٌ مدنيـةٌ  **  تنهي الصراعَ ، ويبدأ الإعمارُ
فجَزاك عن شعب السعيدة جنةً** في الخلد تجري تحتك الأنهارُ
توفيق الحرازي- صنعاء
اكتوبر2012م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق