بيني وبين الناس شعرة ،ومرسي لم يحافظ على هذه الشعرة، واصر على معاندة شعبه
،فبدأ باستهداف مؤسسات الدولة المستقلة، واقصاء شركاء حزبه في ثورة 25
يناير،والنتيجة هي اليوم كما نراها انقسام وفتنة بفضل غرور الاخوان وسعيهم للاستحواذ
والتفرد في وضع الدستور، واعطوا لسلطتهم حصانة، ناسين ان مصر لن تصبح دولة
دينية وطالبان اخرى تربي الارهابيين وتصدر للعالم ارهابيين يقتلون الاطفال والنساء
ويسعون في الارض فسادا. لقد اراد مرسي ان يكون فوق كافة السلطات.
انهم يكابرون ويرفضون العودة للصواب ان الاخوان ومرسي يكررون الخطا الذ بداوه
عقب الثورة ، لقد سعو الى الاستحواذ على مجلس الشعب ومجلس الشورى والجمعية
التاسيسية ، وبعد ان تحقق لهم كل ذلك قالوا لا جدوى منها بدون الرئاسة وبالتالي لابد ان
ننافس عليها منفردين فنحن قوة في الشارع والحضر والريف،وكادت الثورة ان تخسر
ويعود النظام السابق الا ان كثير من الليبراليين انقذوا الثورة بتصويتهم لمرسي وصعد
الاخوان للرئاسة ، فماذا بعد ذلك؟؟؟
لقد كان اول اجراء لمرسي دعوة مجلس الشعب المنحل من قبل القضاء والمجلس
العسكري للانعقاد بكل غباء،وكان الاخوان يصرون على صوابية ذلك واتضح فيما بعد
انه خطأ كبير،وتحدي للقضاء، ولم يجن منه الاخوان شئ، سوى استفزاز القضاء والقوى
الاخرى.
واليوم ياتي ليكرر الخطأ نفسه يحصن قراراته وجمعية اعداد الدستور ومجلس الشورى
ويرفض الرجوع عن الاعلان الدستوري حفاظاً على قوة الجماعة ويواصل السير في
متاهة رسمها له مكتب الارشاد ليعلن الاستفتاء على دستور اخواني وسلفي منفردين عن
بقية القوى الثورية الاخرى ناسين ان الرجوع للحق فضيلة.
وآخر الاخطاء كما نأمل هو دعوة الموالاة للتظاهر وحشد انصار الجماعة من كل انحاء
مصر للتظاهر تأييداً للاعلان الدستوري الذي اصدره الرئيس ومحاصرة المحكمة
الدستورية ومنع قضاتها من اداء واجبهم، وهذا اقتفاءاً بحكام ماقبل الثورة في الوطن
العربي حسني والقذافي وعلي صالح وبشار في حشد الناس لاكساب قراراتهم الفردية
والتعسفية شرعية امام العالم ،ونسى الاخوان ومرسي سريعاً ان الثورة في الربيع العربي
قامت على مثل هذه التصرفات المستهترة بالشعوب حتى فاض بهم الكيل.
اقولها اليوم بصراحة ووضوح ان الاخوان في مصر يعانون من العنجهية والغرور
لدرجة كبيرة ،واعتقد انهم بذلك سيقضون على مساع بذلوها عقودا من الزمن لتطمين
الناس عنهم في الداخل والخارج ، بهذا الاصرار على الاستحواذ وضرب القضاء
،والتفرد بالقرار المصيري للشعب المصري ناسين ان الشعب بعد الثورة اليوم ليس كما
كان قبلها فلم يعد اليوم قابلاً لحركات الاستعراض وخائفاً من قرارات الاستقواء.
والحقيقة أن هناك امام مرسي والاخوان فرصة للتراجع والعودة للحق والامساك بشعرة
معاوية قبل ان يحدث ما لا يحمد عقباه ،ما لم فإن اصرارهم على معاندة الشعب سيجعل
من محمد مرسي ،محمد حسني مبارك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق